تواريخ البلدان المحليّة دراسة استقرائيّة تحليليّة "تواريخ بلدان المشرق الإسلامي نموذجاً"

الملخص

     تناول البحث لوناَ من ألوان التأليف أو التصنيف في ميدان التاريخ، وأعني به تواريخ البلدان المحليّة، كواحد من علوم تاريخيّة شتّى، كان كل الفضل فيها لأهل الحديث ابتداءً ونشأة وتطوراً، حيث شكلت مجالاً هامّاً من مجالات المعرفة الحديثيّة بالنظر إلى كبير أثرها في خدمة السنّة النبويّة، وكان من أهمّ ما خرج به البحث: هو الكشف عن أهميّة هذه التواريخ، وكثرة المؤلفات فيها، بحيث لم يخل بلد ظهر فيه علم الحديث على تعاقب الزمان إلا وكان فيها مؤلف أو أكثر حتى بلغ ما ألف في بعضها ما يقرب من عشرة مؤلفات فيما تمّ الوقوف على معرفته دون الكشف عن الحقيقة ذاتها، فقد تكون أكثر من ذلك، وكانت هذه التواريخ على نحو من الشمول بحيث استوعبت عامّة مدن العالم الإسلامي من إسبانيا غرباً إلى الصين شرقاً، وبين وسط أفريقية إلى البحر الأسود وما قاربه شمالاً، لكنّ الذي لفت النظر أنّ أكثر البلدان توسعاً في ذلك كانت بلاد خراسان، ولذلك كان التركيز عليها في البحث دون سواها؛ لأنّ ما سوف يخرج به القارئ من نتائج بالإمكان تعميمه على بقيّة البلدان، ثمّ كانت بلاد الأندلس ترتيباً من حيث الكثرة، فالشام، وأفريقية، فالعراق ومصر والحجاز واليمن، وكشف البحث عن تنافس شديد بين أهل تلك البلدان في ذلك، ومكمن الأهمّ بدا واضحاً في ذلك الكمّ من المعلومات دقة، بحيث باتت تلك الكتب واحداً من أهمّ مراجع المحدثين في عالم تاريخ الرواة والرواية.